
تروي "إسمي الحركي فراشة" قصة
فتاة فلسطينية تبقى بلا اسم في الكتاب. وبالرغم من أننا لا نتعرف على اسمها، إلا
أن الكتاب يوفر لنا الفرصة كقراء أن نتعرف عن كثب على ملامح هذه الشخصية، من خلال
التفاصيل الجميلة التي تضفي عمقاً وواقعيةً الى أي شخصية أدبية. فهي، كحال الشخصيات
الأدبية المميزة، شخصية قريبة إلى القلب، مركبة ولكنها بعيدة عن المثالية، ولا
تخلو من الأخطاء أو الشوائب. هي ذكية، حساسة وذات رؤية ثاقبة فيما يتعلق بما يجري
حولها، لكنها أيضاً غيورة وتبالغ أحياناً في منافستها لصديقاتها وردات فعلها الدرامية
بالإضافة الى كونها، باعترافها الشخصي، "لئيمة":
"فهناك من يصفني باللئيمة أحياناً، ولا أعرف ماذا يقصدون بالكلمة. أحياناً أحس بأن اللؤم يعني الذكاء، ومرات أراهم يستخدمون الكلمة لمعان غير لطيفة، مثل أن يكون اللئيم غير صادق، وأنا لم أكن أبداً كذلك".
تراقب الفتاة العالم من حولها، الأمر الذي يولد لديها
مجموعة كبيرة من الأسئلة التي لا تنتهي والتي تحتفظ بها في محفظة خيالية:
"نعم، لدي محفظة، أخفي فيها أسئلتي التي لا أجد لها جواباً، أو التي أخشى أن أسألها، وأخفي فيها أيضاَ أحلامي غير المعلنة، لأنني لم أتوقع أن يفهم أحد ما معنى أن يكون لي حلم. سيسخرون مني!"
نرى هذه الفتاة وهي تعيش حياتها اليومية داخل أسرتها مع
أب يعمل في مستعمرة كمشرف على بساتين من الفاكهة، وأختها الكبيرة زينب التي تبكي
في سريرها كل يوم قبل أن تنام، وأختها الصغيرة تالة التي تبدو أحياناً خالية من
الهموم وغير مدركةٍ لما يجري حولها، وفي أحيان أخرى نراها كفتاة اضطرت أن تكبر قبل
أوانها. تقدم الرواية أيضاً تفاصيل غنية عن حياة الشخصية الرئيسية في المدرسة وعلاقتها
مع صديقتيها المفضلتين: ميس، الفتاة الوطنية التي تبدو كأنها تعرف كل شيء، وهيا
الفتاة التي تتصف بالسطحية قليلاً، والتي بدأت مؤخراً برسم حاجبيها، ما أثار ريبة
معلماتها في المدرسة وأمهات صديقاتها. نرى الفتيات الثلاث يتجادلن بشكل مستمر، وكل
واحدة منهن تحاول أن تقنع تقنع الأخريات أنها الأكثر فهماً وخبرة، وكأنهن يتنافسن
لدخول عالم الكبار واقتحام هالة السرية التي تكتنف هذا العالم. سنرى بطلتنا أيضاً تقع
في حب فتى، وسنكون شهوداً على انكسار قلبها وحزنها الكبير.